2008-02-29

البارابول والذاكرة المفقودة


وصلت جدة لخضر، وهو من الشخصيات الظريفة في مدينتي، إلى سن الشيخوخة ومرحلة الخرف حتى أصبحت لا تعقله.

وكان كلما طرح عليها السؤال: من أنا يا جدتي؟ إلا وكانت إجابتها بعيدة كل البعد عن الحقيقة، وتأكد لخضر أن جدته قد نسيته تماما.

وذات مرة دخل لخضر إلى بيت جدته ووجد بجانبها بعض الأقارب فطرح عليها السؤال كعادته مازحا إن كانت قد عرفته، فحضرت ذاكرتها هذه المرة وقالت له: أنت ابني لخضر فصاح بأعلى صوته وكأنه يخاطب احد الأشخاص فوق سطح المنزل: "فكسي القصعة" أي ثبت اللاقط الهوائي (البارابول) في مكانه، وضوح تام في الصوت والصورة:

فهل أن تثبيت البارابول في مكانه سيجعل صورة وصوت لخضر حيا في ذاكرة جدته؟

ههها ههها ههها.