2008-10-21

برّه عدّي في القافلة... واعمل دورة في السوق

القوافل الصحية "متعددة الاختصاصات" التي ينظمها التجمع الدستوري الديمقراطي لفائدة متساكني ولايات الجنوب بمعدل مرّة في كل شهر مظهر آخر من مظاهر عدم التوازن بين الجهات ويعكس الحرمان الذي يعانيه أهالي الجنوب من حقهم في خدمات طبية متعددة الاختصاصات ذات جودة عالية (القلب والشرايين، الجلدية، الأعصاب، المعدة،الصدرية، الطب النفسي...) في أي وقت يحتاجون لذلك.

إذا صادف وألم بك مرضا تجاوز إمكانيات الطب العام، وفي اختصاص غير متوفر في القطاع الخاص فأمامك خياران لا ثالث لهما:

- أن تسافر إلى إحدى الولايات الأخرى بحثا عن الاختصاص المناسب مع تحمل معاناة الإنفاق والتعب الجسدي والنفسي.

- أن تنتظر قدوم القافلة الصحية التي ينظمها التجمع الدستوري الديمقراطي مرّة كل شهر والتي يصادف قدومها دائما يوم الثلاثاء وهو بالمناسبة يوم السوق الأسبوعية "سوق الثلاثاء"...(برّه عدّي في القافلة واعمل دورة في السوق...كان عندك افلوس والا أشبح بعينك وموت بقلبك...ههههها).

وأمام حاجة الناس الملّحة لخدمات طبّية متعددة الاختصاصات، تتعطل حركة المرور بالمستشفى الجهوي بقبلي يوم قدوم القافلة، وتحبس الأنفاس،...نتيجة الكم الهائل من المرضى الذين يريدون القيام بالعيادات الطبية ويمنون النفس بالشفاء العاجل والتخلص من آلامهم ومعاناتهم...انّه ليوم عصيب على الجميع وخاصة المرضى الذين يتحملون معاناة حقيقية نتيجة الوقوف وطول الانتظار والتعب...وكذلك الشأن بالنسبة لأعوان الصحّة والأطباء أنفسهم الذين يفحصون أعداد كبيرة من المرضى يتجاوز إمكانياتهم وطاقة تحملهم.

وفي مثل هذه الحالات لا تسأل عن جودة الخدمات...برّه هكاكة...أدخل، المريض اللي من بعدو، ...لا باس ...بحول الله لاباس ...الى أن ينتهي "اليطاش" ويعود المرضى الى ديارهم فرحين مسرورين...

ولا يمكن مطالبة الطبيب، الذي يتحمل مشقة التنقل من تونس العاصمة الى قبلي وفحص كم هائل من المرضى، بالجودة.

المظاهر المزرية التي يعيشها الناس يوم قدوم القافلة الصحية لا تليق ببلد يعيش في القرن الواحد والعشرين.الإحساس الذي ينتابك وانت في المستشفى يوم قدوم القافلة الصحية يعطيك الانطباع بأنك شحاّذ، تمد يدك، تتسول...بأنك تثير الشفقة...كيف لا وهم قادمون اليك من بعيد ليساعدوك ويفحصوك ويعالجوك..."عاملين عليك مزّية وامتحملين كل شيئ على خاطرك وما رابحين فيك شيئ...يا جاحد النعمة وناكر المعروف...".

من حق متساكني ولايات الجنوب والولايات الداخلية بصفة عامة التمتع بخدمات طبية متعددة الاختصاصات ذات جودة عالية كل ساعة وكل يوم...ومتى أرادوا بعيدا عن الحلول الترقيعية والدعاية السياسية. والسؤال المطروح لو أن حزب سياسي اخر او أي هيكل مستقل اراد القيام بنفس الشيئ هل سيقع الموافقة على تنظيم مثل هذا النشاط ودعمه والدعاية له؟ أم انّ الرفض سيكون سيّد الموقف بحجة انّ هذا العمل يدخل في اطار الدعاية السياسية.

وكلنا يتذكر ما حصل في المدة الاخيرة في مصر عندما منعت الحكومة المصرية قافلة مساعدات انسانية متوجهة لقطاع غزّة بدعوة انّها تدخل في اطار الدعاية السياسية.



هناك تعليقان (2):

Marzougui يقول...

Haha haha haha haha!!!!!!!!!!!!!!!!!

tu as oublié l'autre choix qui est plus simple : crever de la douleur!!!!! "mett kalb"!!!!!!!!!! haha!ha!!!!!

taha يقول...

شكرا على مرورك يا مرزوقي.فعلا لقد نسيت هذا الخيار السهل والبسيط...
مات...كلب...ادفن...الله يرحمه...
ناس موتى وعيونها تشبح...ههههههها.