2008-11-12

يا احليـــــلي من سربـــــولي

أقدم إليكم اليوم قصيدة طريفة ورائعة للشاعر الشعبي ، المعروف جدّا في مدينة دوز، المرحوم علي بيلة. لم يجد هذا الشاعر حظّه من الاهتمام إلى حدّ الآن رغم أهمية تجربته الشعرية وخصوصية أشعاره التي جمع فيها بين جمال الكلمة ودّقة الوصف وثراء المعنى. وقد جسّد بامتياز مقولة "الأدب مأساة أو لا يكون"، وكانت للفترة التي عاشها في فرنسا كعامل مهاجر هناك، الأثر الكبير في تجربته الشعرية وعبّر كأجمل ما يكون على الغربة والمعاناة وكل مشاعر الشوق والحنين الى أهله وأحبته وكل ما يربطه بالمكان الذي نشا وترعرع فيه...

ولعل أهم ما ميّز هذه الفترة ملحمته الشعرية التي وصف فيها رحلته بين دوز وفرنسا ذهابا وايابا، بكل دقّة رغم طول المسافة وتعدد الأمكنة وحوّل القصيدة الى خريطة تعرّف بكل المسارات التي مرّ بها من هناك الى هنا ومن هنا الى هناك، تعبق بكل معاني الحبّ والعشق والحنين...ومرارة المعاناة التي عاشها ونار الغربة التي اكتوى بها.

في الحقيقة لا يمكنني، بهذه الكلمات ، ان اعطي لهذا الشاعر حقّه وأدعو الصديق أبو ناظم وكل المهتمين بتراثنا الأدبي والشعري أن ينقذوا هذا الشاعر من دائرة النسيان وذلك بالتعريف به وبأشعاره وتجربته المتميزة التي تستحق كل العناية والاهتمام.

القصيدة التي سأقترحها عليكم عنوانها "يا آحليلي من سربولي " وهي تجسّد المعاناة التي عاشها الشاعر، عندما كان عاملا مهاجرا بفرنسا ، وشكواه وتذمره من مؤجره "سربولي" وطبيعة العلاقة التي كانت تربطهما، في صورة لا تخلو من الطرافة فيقول:

يا احليـــــلي من سربـــــولي

كافــر وابيـــوشه ماضـــــي

النّـــوض معـــا الستّــــــه

نبــــدأ في دبشـــي نتوتــــه

لازم مــــــــن كتــــــه

اذا قالــــوا هيّــا يا علـــــي

اذا قالــــــــوا هيّـــــــا

نتغطــــى ونزيـــد اشويــــه

انظــل كان انمغــط فـــي أيـديّ

ورجلــيّ تمشـــي واتجـــــي

اتظـــــل كان اتقــــــــول

طايـــب في مرميتـــه فــــول

في فراشــــي قاعـــد مسبــول

والشـــطان ايبنــــــن فـــي

اذا نـــــــــادى الشـــــاف

أنظـــل نرعــش قدّاش انخــــاف

القــــوّادة امعانــــا بالــــزّاف

وهو بالصــداقة عقـــد علـــــي

خايــــــف ايطلقنـــــــــي

عنـــده ما عـــادش يوثقنـــــي

حتّــــى بكلامـــه امقلقنـــــي

انــــي ديمـــــه حافظلـه oui

نبدأ فـــــي حـــــــــــالة

نخـدم وانطيّــّش فـــــي البالــة

اذا نادى الكبــــــران تعـــــالى

انلوحــــها ونمشــــي نجـــري

ايقلـــــــي آشبيـــــــــــك

بلا بالـــــــة واشنعمـــل بيـــك

زيد جيـــب ابيـــوشك فـي ايديـــك

وفيســـع ما تبـــــطاش علـــــي

اجعلــــــها غبّـــــــــــارة

الصبــــــحة تتكلــــم فـــي داره

يمشـــــــي بصغــــــــــاره

ايلمّــــــوه عـــــرب البونبــــي

(المقصود بعرب البونبي الحماية المدنية)

ملاحظة: لقد قمت بكتابة هذه القصيدة اعتمادا على ما سمعته من بعض الأحبة الذين يحفظون بعض اشعار المرحوم علي بيلة.

هناك تعليقان (2):

abunadem marzouki يقول...

شكرا لهذه اللفته للشاعر علي بيلة ولتنزيل هذا القصيد الطريف والرائع فعلا .والله لم انسه ولكني بحثت له عن تسجيلات للاسف لم اجد والوحيد الذي يملك له تسجيلات هو الاستاذ الحمروني الحمروني وقد طلبت منه بكل لطف تمكيني من بعض قصائده ووعدني ولكني الى الان انتظر عسى تتوفر فرصة في القريب واقوم بتنزيلها.
بالمناسبة القصيد احتوى على بعض اخطاء في الوزن ربما تنتبه اليها عند تكرارها
مثل قولك طايب في مرميتة تفور والاصح مرميتة فول حتى يستقيم الوزن
ومثال قولك ايضا نبدا في حالة نخدم والاصح من ناحية الوزن ان نقول نبدا نخدم في حالة .

taha يقول...

شكرا صديقي على هذه الملاحظات وننتظر لفتة من الجميع لرد الاعتبار لهذا المبدع.
اما بالنسبة للاخطاء التي تحدثت عنها: اوافقك على الخطا الاول المتعلق "ميرميته فول" وساقوم باصلاحه فورا أما بالنسبة للنقطة الثانية فاعتقد ان الاصح: نبدأ في حالة نخدم وانطيّش في البالة.

الأربعاء, 12 نوفمبر, 2008