2008-04-07

بغداد الذاكرة:حين تغنّى الشاعر العربي الكبير نزار قبّاني ببغداد

الشاعر الكبير نزار قباني

مُـدّي بسـاطيَ وامـلأي أكوابي

وانسي العِتابَ فقد نسَـيتُ عتابي

عيناكِ، يا بغداد، منـذُ طفولَتي

شَـمسانِ نائمَـتانِ في أهـدابي

لا تُنكري وجـهي، فأنتَ حَبيبَتي

وورودُ مائدَتي وكـأسُ شـرابي

بغداد.. جئتُـكِ كالسّـفينةِ مُتعَـباً

أخـفي جِراحاتي وراءَ ثيـابي

ورميتُ رأسي فوقَ صدرِ أميرَتي

وتلاقـتِ الشّـفَتانُ بعدَ غـيابِ

أنا ذلكَ البَحّـارُ يُنفـِقُ عمـرَهُ

في البحثِ عن حبٍّ وعن أحبابِ

بغداد.. طِرتُ على حريرِ عباءةٍ

وعلى ضفائـرِ زينـبٍ وربابِ

وهبطتُ كالعصفورِ يقصِدُ عشَّـهُ

والفجـرُ عرسُ مآذنٍ وقِبـابِ

حتّى رأيتُكِ قطعةً مِـن جَوهَـرٍ

ترتاحُ بينَ النخـلِ والأعـنابِ

حيثُ التفتُّ أرى ملامحَ موطني

وأشـمُّ في هذا التّـرابِ ترابي

لم أغتـربْ أبداً... فكلُّ سَحابةٍ

بيضاءُ، فيها كبرياءُ سَـحابي

إن النّجـومَ السّـاكناتِ هضابَكمْ

ذاتُ النجومِ السّاكناتِ هِضابي

بغداد.. عشتُ الحُسنَ في ألوانِهِ

لكنَّ حُسـنَكِ لم يكنْ بحسـابي

ماذا سـأكتبُ عنكِ يا فيروزَتي

فهـواكِ لا يكفيه ألـفُ كتابِ

يغتالُني شِـعري، فكلُّ قصـيدةٍ

تمتصُّني، تمتصُّ زيتَ شَبابي

الخنجرُ الذهبيُّ يشربُ مِن دَمي

وينامُ في لَحمي وفي أعصـابي

بغداد.. يا هزجَ الخلاخلِ والحلى

يا مخزنَ الأضـواءِ والأطيابِ

لا تظلمي وترَ الرّبابةِ في يـدي

فالشّوقُ أكبرُ من يـدي ورَبابي

قبلَ اللقاءِ الحلـوِ كُنـتِ حبيبَتي

وحبيبَتي تَبقيـنَ بعـدَ ذهـابي

بغداد في 8 آذار 1962


بغداد الجمال

بغداد السحر

بغداد الشموخ

متحف بغداد
بغداد التاريح والثقافة والحضارة



هناك تعليقان (2):

chanfara يقول...

آآآآآآآآه يا طــه

يا حسرة عـلى بغداد...

إليك هذا الأبيات علها تشفي غليلك

آ تونس ان في بغـــداد قومــــا
تحن قلوبـــــهم لك بالــــــوداد
----------
ويجمعــــهم واياك انتســاب
الي من خص منطقهم بضـــاد
----------
ودين اوضحت للنــاس قبـــلا
معالم آيه ســــــــــبل الرشـاد
----------
فنحن علي الحقيقة اهــل قربي
وان قضت الســـياسة بالبعـاد


هكذا قال الرصافي شاعر العراق الكبير مخاطبا الزعيم التونسي عبد العزيز الثعالبي الذي دعا الي دعم ومساندة حركة عز الدين القسام ضد الاستعمار البريطاني والصهيوني لفلسطين، وهذا ليس غريبا علي القوميين الاحرار.بغداد عاصمة العراق العظيم بانيها ابو جعفر المنصور وامه سلامة بنت البشير النفزاوي التونسي، لنا فيها اهل واحباب واصحاب.

و أخيرا أقول لك أخي سلام إلى كل المرازيق و خــاصة الكعوب لأن فيهم البعض من أهلى

taha يقول...

واك... احيت... ياشنفرة !
اشكرك على هذا التفاعل وهذه الابيات الجميلة.
انت مدعو للمشاركة يوم 9 افريل في تدوينة: من اجل بغداد الصمود...من اجل الحرية، من اجل الشهداء...ولدعم الشعب العراقي ومقاومته الباسلة.
تحية لك والى الكعوب.